شكلت إدارة التحريات والبحث الجنائي التابعة لشرطة دبي فريقا من ضباط المباحث والشرطيات المتخصصات للبدء في تنفيذ حملة «قيمنا الاجتماعية رصينة.. فلنحافظ عليها» التي تتضمن ملاحقة الشاذين في سلوكياتهم من الرجال المتشبهين بالنساء سواء بارتداء ملابسهن أو وضع مساحيق التجميل، وضبط المتشبهات من النساء بالرجال، وفقاً لنائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية العقيد خليل المنصوري الذي أضاف أن العمل في إطار الحملة مستمر خلال الأسبوعين المقبلين.
وقال المنصوري لـ «الإمارات اليوم» إن فريق البحث الجنائي من الضباط والشرطيات سينتشر في المراكز التجارية والأماكن العامة لضبط الأمور، وتوقيف أي شخص يقوم بهذه التصرفات الدخيلة على المجتمع الإماراتي، لافتاً إلى أنه سيتم كذلك عقد اجتماعات مع أفراد الأمن في هذه المراكز للتنسيق معهم، فضلاً عن إنشاء مكاتب للتحريات فيها لمتابعتها عن قرب.
وكان القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان أعلن، أول من أمس، عن حملة أثارت ردود أفعال كبيرة، حول وجود أشخاص يعملون في مهن معينة، مثل بعض مراكز التجميل الحريمي الذين يأتون من بلادهم بسلوكيات غريبة، فيتشبهون بالنساء ويتصرفون مثلهن، مطالباً الجهات المسؤولة عن استيراد العمالة أو دخولها بالتدقيق في هؤلاء الأشخاص حتى لا تنتقل العدوى منهم.
وقال خلفان إن اختلاط التعليم بين الإناث والذكور ربما يكون سبباً رئيساً في انتشار هذه الظاهرة، مشيرا إلى وجود دراسات أكدت أنه مسؤول بنسبة 80% عن تفشي هذه السلوكيات الشاذة في دول غربية.
وأضاف أن الدراسات أكدت كذلك أن العامل الجيني ليس مسؤولاً عن اتجاه الولد إلى التشبه بالفتاة، والع، مطالباً المؤسسات التربوية بالرقابة وتوعية الطلبة والطالبات في المدارس والجامعات.
وانتقد مشاركون في الحملة قول أحدهم إن القيام بهذه الممارسات نوع من الحرية الشخصية، مشيرين إلى أن الحرية الشخصية يجب ألا تؤذي الآخرين.
وطالبوا بتشديد الرقابة على صالونات الحلاقة التي ينتشر فيها أشخاص شاذون، على حد قولهم، والتدقيق في سلوكياتهم قبل منحهم تأشيرات الإقامة.
وفي سياق متصل، قال مدير إدارة الإرشاد الطلابي بالإنابة في وزارة التربية والتعليم خلف الكيسوب جادو، إن هذه الظاهرة بدأت تطفو على السطح بشكل يثير القلق، وإن كانت بنسب متفاوتة، مشيراً إلى أنها منتشرة أكثر في الجامعات لأن دورها يقتصر على الجانب التعليمي فقط، لافتا إلى أنه لاحظ ذلك بنفسه حينما يزور أولاده في الجامعة أو يقوم بتوصيلهم.
وأضاف أن هذه السلوكيات ربما تنتشر في بعض المدارس وإن كانت بنسب أقل، نظرا للدور التربوي الذي تقوم به، إضافة إلى دورها التعليمي، مشيرا إلى أن إدارة الإرشاد الطلابي وضعت خططاً للتوعية تعتمد على ترسيخ القيم الدينية وتعزيز الأخلاقيات والعادات العربية لدى الطلبة، فضلاً عن توجيه المعلمين، خصوصاً مدرسي التربية الإسلامية إلى الاهتمام بهذه النواحي.
وأشار إلى أن الأخصائي الاجتماعي يلعب دورا بارزا في الناحية الإرشادية وتعديل السلوك الطلابي، مؤكداً على أهمية تمتعه بالقدرة على الملاحظة حتى يكتشف الطالب أو الطالبة التي تقوم بهذه التصرفات الغريبة، موضحا أن الأسرة في النهاية هي المنبع الذي يخرج منه الولد أو البنت وتتحمل الجزء الأكبر من سلوكياته لأنه في الغالب يخرج من بيته بهذا المظهر الغريب.
ومن جانبه، قال مدير مدرسة محمد بن راشد الثانوية محمد حسن إنه يعمل في التربية منذ 36 عاما، ويستطيع أن يلاحظ انتشار هذه الظاهرة فعلا لدرجة تستدعي سرعة مواجهتها، لافتا إلى أنه يلاحظ تصرف بعض الطلبة بشكل غريب وظهور علامات غير طبيعية على وجوههم حتى لو كانوا يرتدون ملابس مقبولة، موضحا أن نسبتهم كانت قليلة لكن زادت للأسف.
وعزا حسن أسباب الظاهرة إلى غياب الرقابة من جانب الأسرة، وضعف الثقافة الدينية وعدم التأكيد عليها من خلال المناهج الدراسية، مؤكدا أن الأسرة تتحمل مسؤولية كبيرة وفي الغالب لا يكون الولد بهذا الشكل إلا إذا كان والده كذلك، مؤكدا ضرورة تشديد الرقابة من جانب الآباء على أولادهم والتدقيق في المواد التي تعرضها وسائل الإعلام.
وأفادت مديرة مدرسة ماريا القبطية انتصار عيسى بأن الظاهرة بدأت فعليا في الانتشار والاعتراف بذلك يساعد على علاجها، بدلا من الإنكار، مشيرة إلى أهمية تحديد الأسباب قبل البدء في العلاج حتى تنجح الجهود المبذولة في استئصالها من جذورها موضحة أنها تبادر إلى توعية الطالبات إلى خطورة هذه السلوكيات.
من ناحية أخرى، أثارت الحملة التي أعلنتها شرطة دبي ردود أفعال كبيرة، وتفاعل معها عشرات الأشخاص عبر موقع «لإمارات اليوم» على شبكة الإنترنت مشتركين في الرأي وأجمع غالبية المشاركين على أهمية الحملة، مؤكدين استعدادهم للتعاون وطالبوا بالتركيز على الجامعات والمدارس والمراكز التجارية.
موضوع: وداعــــاً للمتشبهات بالرجال والمتشبهين بالنســاء 
الأربعاء يونيو 25, 2008 4:36 pm
